الحب المأفون........

يحدق فيها وخصلات شعرها تتمايل و رائحة عطرها تتخلل أوصاله و نظرتها تخترق قلبه و بسمتها تذيب شجنه و تجف دموعه و تندمل جراحه.

يكتفي بالنظر إليها من بعيد من زاوية مظلمة على جدرانها قصائد حب و كلمات غزل كتبها بدمائه التي تنزلق بسرعة البرق عند رؤيتها مع خطيبها و هي تبادله نفس لحن الحب وتسامره الليالي المقمرة أما الشمس فلم يعد يراها بالبثة منذ ذلك اليوم الذي خفق لبه بسرعة و سرت رعشة في جسده من رجليه حتى حدود سقفه وسال الرضاب من حنكه....

لاحظ علاء خطيب إسراء هذا الأبله الذي دائما ما يراه يتغزل بنظراته على خطيبته و بخطوات سريعة و ثابة انقض عليه و ضربه ضربا مبرحا حتى كادت روحه تزهق .

فما إن فتحت إسراء نافذتها لتعانق أشعة الشمس حتى لمحت المجزرة و الدماء تتطاير و تصبغ الجدران و الوجوه و أسرعت بحقيبتها الطبية لتسعف الجريح.

و بينما يحاول فتح عينيه لم يستطع إلا التقاط صورة ضبابية لمعشقته الحسناء ليعود و يتشبث بالحياة و بحبه المافون.

ذهبوا به إلى المستشفى لقد نزف كمية كبيرة من الدم فتبرعت إسراء بدمها و أصبح دمها يجري بعروقه و أوردته.

فبعد مكوثه خمسة أيام في المستشفى خرج مكسور العظام و الفؤاد فلقد تزوجت إسراء بحبيبها بعدما تنازل عن الشكوى.

بات العاشق المهموم يشكو ألما حادا في قلبه و لم تمضي إلى أيام قلائل حتى تنحى و ترك الحياة بكل ما فيها من حب و كره و الاخلاص و الخيانة و الخير والشر...

بحثت إسراء و علاء عن عنوانه فذهبوا إلى منزله إذ بهم تفاجئا بخبر موته. و لقد ترك قبل مماته كتابا لإسراء...

يقول فيه

من شهريار إلى إسراء

إلى التي ملكت قلبي و كياني و جعلتني أتعذب و احترق و اذرف الدماء ...

إسراء اعلم انك الآن متزوجة و سعيدة أتمنى لكي حياة زوجية كالتي تعيشها الأميرات

أنا لا أود أن أعكر صفوك بهذه الكلمات بل أود أن أشكرك انك عرفتني معنى الحب و عذابه .

أنت ملاك يا إسراء ........

حلوة و حزينة!!